نور الروح
سؤال: يقال كل ما في الكون مستمدٌ من نور رسول الله صل الله عليه وسلم، فهل هذا من نور الروح أم نور الجسد؟
لا شأن لنا بالجسد، وإذا قيل هنا النور فهو نور القلب والفؤاد والروح، وهو النور الباطن وليس الظاهر، فنور رسول الله صل الله عليه وسلم الباطن من نور الله، واستُمدَّت منه جميع الأنوار الحسية والمعنوية والباطنية الظاهرة في الدنيا والظاهرة في الآخرة، ولذلك سيدنا جبريل وهو من نور الملكوت؛ عندما جاء في الاسراء والمعراج وقف عند سدرة المنتهى وقال: إلى هاهنا انتهى مقامي، أنا لو تقدمت قدر أنملة لاحترقت، وأنت لو تقدمت لاخترقت. مَن الذي تقدم؟ الذي هو من النور الإلهي الذاتي، لكن الذي من نور الملكوت فله حدود، ولذلك وقف عند هذا المقام ولم يبرحه, وليس معنى من نور الله أن نور الله يتجزأ أو يتبعض، لكن معناه نور من عند الله، ما هيئته؟ وما شكله؟ هذه غيبيات لا شأن لنا بها.
أول خلق الله
سؤال: هل رسول الله صل الله عليه وسلم أول خلق الله؟
سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم أول خلق الله في عالم الروح، قال صل الله عليه وسلم: { كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ فِي الْبَعْثِ } ، أول الأنبياء في الخلق الروحاني سيدنا رسول الله، وأول الأنبياء في الخلق الجسماني سيدنا آدم: قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) (الزخرف) فهو صل الله عليه وسلم أول العابدين، وهذه أمور لا يجب أن تشغلنا ولا أن نقف عندها، ولا نتحدث بشأنها، لأنها توقع الناس في فتن لا ينبغي إثارتها، وإنما يجب أن نتأدب بأدب القرآن الذي علمنا به الله، نتحدث مع كل قوم على قدر ما تتحمله عقولهم:
{ إنَّا مَعَاشِرَ الأَنْبِـيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدَرِ عُقُولِهِمْ } .
دعوى فقر النبي
سؤال: في الحديث: كان يمر الهلال والهلالين ولا يوقد في بيت النبي صل الله عليه وسلم نار، فهل كان النبي صل الله عليه وسلم فقير؟
أجبنا عن السؤال إجابة شافية في كتابنا (الكمالات المحمدية) فكان لا يوقد في بيت النبي صل الله عليه وسلم نار بالشهر والشهرين لأن الأنصار كانوا يتكفلون بضيوفه، فكان كل يوم يبعث سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه بجفنة تُطعم سبعين رجلاً إلى رسول الله، والذي يُرسل لبناً، والذي يُرسل الداجن، والذي يُرسل الشعير، فكانت المائدة الشهية تأتي من عند الأنصار، ولذلك دعا لهم النبي وقال:
{ اللَّهُمَّ ارْحَمْ الأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ }
لأنهم كانوا مُعينين لحضرته صل الله عليه وسلم في استقبال الضيفان.
أما النبي فلم يكن فقيراً، بل كان من أغنى الأغنياء، لكنه كان سخياً، يُعطي ولا يبخل، يُعطي كل ما عنده، هل هناك رجل فقير يُعطي رجلاً غنياً غنماً بين جبلين؟! أي أكثر من خمسمائة رأس من الغنم!!.كان النبي صل الله عليه وسلم أغنى الأغنياء بالله، لكنه كانت الدنيا في يده وكان يوزعها على غيره، ويثق تمام الثقة أن الله عزوجل معه ويتولاه ولا يتخلى عنه طرفة عين ولا أقل.
والذي روج فكرة أن الرسول فقير ويُحب الفقر هم أهل أوربا عندما استعمروا البلاد الإسلامية، فأشاعوا بين المسلمين أن الرسول كان فقير، وأن الإسلام حبَّب إلى المسلمين الفقر، وذلك من أجل القضاء على الهمة والعمل والعزيمة عند الأمة الإسلامية، لكن النبي صل الله عليه وسلم لم يكن كذلك، بل كان أغنى الأغنياء صلوات ربي وتسليماته
الرئيسية 
الثلاثاء 12 يونيو - 16:52
